أثير المحبه الإداره
الأوسمه : عدد المشاركات : 1279 الموقع : زحل
| |
أثير المحبه الإداره
الأوسمه : عدد المشاركات : 1279 الموقع : زحل
| موضوع: رد: ظاهرة العنف الأسري الأربعاء مايو 27, 2009 1:42 am | |
| حسن الإختيار
ويري الدكتور محمد الدسوقى أستاذ الفقه بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة : أن الله سبحانه وتعالي شرع الزواج ليكون سكناً للرجل والمرأة ثم الأبناء من بعد ولكي يعيش كل فرد من أفراد الأسرة آمنا مطمئنا هاديء النفس مرتاح البال ومن أجل هذا رغبنا الإسلام في حسن اختيار الزوجة كما رغب في حسن اختيار الزوج لأن حسن الاختيار أساس المودة والمحبة بين الزوجين وهذا لن يتحقق إلا بالسكون النفسي ومعلوم أن كل حق يقابله واجب فإذا كان الإسلام أوجب علي الزوج أن ينفق علي زوجته وأبناؤه وأن يُحسن عشرتهم وأن يراقب ربه في تعامله معهم وألا يجرح مشاعرهم وألا يسيء إليهم خاصة الزوجة لأن المرأة إما أن تكون أما أو بنتا أو زوجة أو اختا فالزوجة هنا لها ميزة خاصة علي الأم والبنت والأخت لأن ما يحدث بين الزوجين لا يمكن أن يحدث مع طرف آخر ولكن المؤسف أن هناك من الزوجات من تسيء إلي زوجها ولا تحسن عشرته ولا تقابل الإحسان بالإحسان لأنها زوجة متمردة لا ترضي باليسير ولا تقنع بالقليل وإنما هي متطلعة إلي غيرها وسيدنا رسول الله قال: "انظروا إلي من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلي من هو فوقكم " وكذلك هناك أزواج لا يراعون الله فى معاملتهم لزوجاتهم ومن هنا يظهر العنف الأسري الذى ينعكس بالسلب على الأسرة كلها وبالتالى على المجتمع بأسره . ويقول د . الدسوقى : أن أحد أهم وسائل مواجهة ظاهرة العنف الأسري هو الوعظ والإرشاد الديني بوصفه الدواء الفعال والمهم لحماية المجتمع من مشاكل العنف الأسري إذ أن تعاليم الدين الإسلامي توضح أهمية التراحم والترابط الأسري ويجب على المؤسسات التربوية والإعلامية أن تراعى ذلك الامر بحيث تؤكد من خلال برامجها على أن اشاعة الود والعطف بين أفراد الأسرة الواحدة له اثر بالغ في تكوينأفرادها تكوينا سليما, فاذا لم يرع الاباء ذلك فان ابنائهم يصابون بعقد نفسية تسبب لهم كثيرا من المشاكل في حياتهم ولاتثمر وسائل النصح والارشاد التي يسدونها الابنائهم مالم تكن هناك موده صادقة بين افراد الاسرة وقد ثبت في علم النفس ان اشد العقد خطورة واكثرها تمهيداً للاضطرابات الشخصية هي التي تتكون في مرحلة الطفولة الباكرة خاصة من صلة الطفل بوالدية كما ان تفاهم الاسرة وشيوع المودة فيما بينهم مما يساعد على نموه الفكري وازدهار شخصيته ويجب أن يعلم كل مسلم ومسلمة ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال فى حديثه الصحيح : " خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلى " ومن هذا المنطلق يجب أن تعمل كافة مؤسسات المجتمع على تثقيف الأباء والأمهات بحيث يدرك كل زوج وزوجة ضرورة أن يجنبوا ابناءهم اجواء المشاحنات والمشاكل وحتى يجنب الآباء والأمهات الأبناء مثل تلك الأجواء والبيئات الموبوءة فعليهما التنازل عن بعض المطالب والتفاهم والابتعاد عن الأطفال أثناء المناقشة كما يجب الابتعاد وتجنب الأسباب التي قد تؤدي بهما إلى الخصام والمشاحنات ومن ثم مد اليد والعنف وليعلم الزوج والزوجة أنهما في هذه الحياة امتداد للجنس البشري لهما رسالة في الحياة ستنتهي بنهايتهما وسيحملها غيرهما من بعدهما فليتركا لهما ذكرى حسنة وحميدة . أخلاق الإسلام
من جانبه يشير الدكتور أحمد عبد الرحمن أستاذ الأخلاق الإسلامية بجامعة الأزهر إلى أن هناك امر لو حرص عليه كل زوج وزوجة فإن الحياة ستستقيم لهم فى أفضل صورها وسيخلو المجتمع من كل مظاهر العنف الأسري وهذا الأمر هو ان يحب الزوج زوجته وان تحب الزوجة زوجها فمحبة الأزواج للزوجات والعكس من الأمور التى لا لوم على المحب فيها بل هى من كماله والله تعالى يقول فى كتابه الحكيم :"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" أى أنه ومن دلائل قدرة الله تعالى الدالة على عظمته وكمال قدرته أن جعل للإنسان أزواجا من بنى جنسه ولم يجعلها من جنس آخر كى يحصل بهذا الزواج السكن وهو حب الرجل لامرأته والمودة وهو خوفه عليها ألا يصيبها مكروه فجعل المرأة سكنا للرجل يسكن فلبه إليها وجعل بينهما خالص الحب وهو المودة المقترنة بالرحمة ولو احب الرجل زوجته بهذا الشكل فلن يمارس أى نوع من العنف ضدها وستحرص هى على عدم إيذاءه ولو باللفظ وسينشأ الأطفال على هذه الحقيقة وبالتالى ستكون الطاعة هى إسلوبهم وهكذا ينشأ جو اسري حميم ويجب أن يتذكر كل رجل أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان نعم الزوج لكل نسائه بل كان يعينهن في أعمال المنزل بل إنه كان يحنو عليهن ويرف ولا أدل على ذلك من أنه في خطبة الوداع وصى المسلمين بالنساء فقال – صلى الله عليه وسلم – " استوصوا بالنساء خيرا " فعلي كل مسلم أن يعمل بوصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أزواجنا وأهلينا وبذلك نبلغ الخيرية التى عناها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خيركم خيركم لأهله . ويضيف د . عبد الرحمن : وبلا أدنى شك فإن أهم الحلول لمواجهة تلك الظاهرة المؤسفة تكمن في الالتزام بتعاليم الإسلام والأخذ بتعاليمه السمحة وتطبيقها في الحياة الأسرية، سواء كان ذلك على صعيد اختيار الزوجين، أو تسمية الأبناء، أو تربيتهم والتعامل معهم، أو احترام الأبوين، وجعل الإسلام هو دين للحياة وليس للعبادات فقط، مع ضرورة وتوضيح مقصد الشرع من الآيات والأحاديث التي ورد فيها ذكر الضرب حتى لا تستغل باسم الإسلام ويجب على تلك المؤسسات العمل على تثقيف المسلمين بحيث يدرك المسلم أهمية حسن التخلق مع من يكونون تحت الولاية من النساء والأطفال والخدم لأن الأخلاق من مبادئ الإسلام، ومكملة لأمور الدين، فقد يكون الإنسان مصل ومؤمن وليس عنده من حسن الخلق شيء، وقد وصف الله تعالى نبيه مثنيا على أخلاقه بقوله "وإنك لعلى خلق عظيم" وقالت عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها "كان خلقه القرآن "ولأهمية الخلق يقول الرسول صلى الله عليه وسلم" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه..." ولم يقل دينه فقط، ويقول صلى الله عيه وسلم "من يحرم الرفق يحرم الخير كله "كذلك على جميع أفراد المجتمع بمجاهدة النفس للوصول إلى حسن الخلق وحسن المعاملة مع الناس، لأن ترسيخ الأخلاق هو الترجمة العملية للدين على أرض الواقع . دور المسجد
ويشير الدكتور محمد نبيل غنايم مدير مركز الدراسات الإسلامية بجامعة القاهرة إلى أن الجهل والعادات والتقاليد الباالية هى أهم أسباب انتشار العنف الأسري حيث يتخيل الرجل أن ضرب الزوجة هو جزء من رجولته وواجبه نحو اسرته فلا يراعي كون الزوجة إنسانة مثله وبالتالى فإن تلك الزوجة تمارس العنف نحو أبناءها دون ان تدرك تداعيات ذلك عليهم ليصبح البيت كله عبارة عن حلبة للصراع بدلا من كونه مقر للسكن والالفة والحميمية . وإذا كنا نريد مواجهة تلك الظاهرة – يقول د . غنايم – فعلينا بتفعيل دور المسجد من جديد بحيث يعود له دوره التثقيفى والإرشادى وبحيث يعود الخطباء وعلماء الدين لممارسة دورهم فى الدعوة إلى الهداية والطريق المستقيم لسعادة الدنيا والآخرة والعمل على خلق مجتمع إنساني آمن مستقر تسوده الدعوة للأخوة والمحبة والتعاون على البر والتقوى كذلك الدعوة للسلوك الأمثل في علاقة الإنسان بأخيه الإنسان بعامة وعلاقة الزوجين والأطفال خاصة لأن صلاح الكليات لا يكون إلا بصلاح الجزئيات فعلى الدعاة بكل أسمائهم ومسمياتهم أن يعلموا هذه الحقيقة والمكانة الخطيرة التي يتبوءونها فهم المسؤولون عنها أمام الله وعباده وعليهم أن ينهضوا بهذه المسؤولية بكل أمانة وصدق ووضوح وثبات وان يزيلوا ما علق من شوائب في أذهان الناس وقلوبهم من مفاهيم ومعاني مخالفة لرسالات السماء واحترام عقل الإنسان الذي خلقه الله نعمة لسعادة هذا الإنسان ذكرا وأنثى كبارا وأطفالا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول فى حديثه الشريف : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " فلا مانع مثلا من أن يقوم المسجد بعقد الندوات واللقاءات لأولياء الأمور ليتم من خلالها توعيتهم بالمناخ الأسرى المناسب للنمو النفسي السوي للأبناء وتجنب بعض أساليب التنشئة غير السوية ودعوة أولياء الأمور فى المساعدة في حل مشكلات أبناءهم من ذوى المشاكل الخاصة فيجب ألا يقتصر دور المسجد علي العبادة وتأدية الشعائر فقط بل يجب أن يكون المسجد منبرا للتوجيه والإرشاد وتعليم الناس أمور دينهم .
[b] [b]موفقين[/b][/b] | |
|